ينقسم التواتر إلى ثلاثة أقسام :
أ : المحكي الإفرادي Recit singulatif
وهو ما يقص ويحكي مرة واحدة حدثا ووقع مرة واحدة فقط . مثاله :
" غرق في تأمل كئيب ، واشتد حنينه إلى رفقة ما . هل يكتب رسالة يشرح فيها كل شيء وينتحر؟ ، استحوذت عليه الفكرة حتى أنه بدأ يكتب الرسالة في ذهنه . ابتسم ابتسامة بلهاء وانتابه دوار خفيف ، لو تمادى في الخيالات فسينهار وعيه ويذهب بصوت مرتفع وينحدر إلى الجنون "
رواية الرهان الاخير عبد الاله الحمدوشي ص: 104.
ب : المحكي الإكراري Recit repetatif
المحكي الإكراري ، هو حكي حدث وقع مرة واحدة ، وتكراره عدة مرات ، مثاله في الرواية قيد التحليل كثير ، من ضمنه ، تكرار حدث مقتل صوفيا ، وخوف عثمان من البصمات ، ولحظات انتظار صوفيا... التي شكلت هاجسا قويا بالنسبة لعثمان ، و خلقت له توترا فسار الحدث يكرر بشكل كثير تازة مع نفسه : توقف عن الكلام فجأة ، هل يعترف لها بمخاوفه عن البصمات ؟" ص : 85 . من نفس الرواية .
أطلق تنهيدة وهو يتذكر البصمات مرة مع نفسه ، ومرة مع أمه : " ربما تركت البصمات على السكين الذي قتلت به لما نزعته من بطنها " ص: 41 نفس المرجع .
" وجدتها يا أمي ملقاة على السرير ، تسبح في الدماء والسكين منغرزة في بطنها ...حاولت أن تتكلم ، فتحت فمها ولكنها لم تقل شيئا ، أشارت بعينيها في رجاء إلى بطنها (...) فنزعت السكين من بطنها وأنا في حالة ذهول " ص: 41.
وأخرى مع نعيمة :" لما افترقت معك ، وعدت إلى الفيلا ، لم أحد صوفيا قد ماتت ، كانت تحتضر ، وبعينيها ترجتني أن أنزع السكين من بطنها ، لم يكن علي أن أفعل ، ولكنني فعلت ، كان الموقف أقوى مني ، نزعت السكين ووضعته على الفراش ، وهرعت إلى الهاتف لأياديه الإسعاف والشرطة ". ص . 85- 86 من الرهان الاخير .
وتارة مع الشرطة :" لم تكن ماتت بالمرة ، كانت في نزعها الاخير ... حاولت أن تتكلم فتحت فمها ، ولم تخرج أي صوت ، كنت مرعوبا ، ولم أعرف ما يتوكل علي فعله (...) أمالت رأسها حول صورة تجمعها بابنها ، وكأنها تريد أن تودعه ، أرادت الإمساك بها ولكنها أسقطتها ". ص : 82 نفس المصدر .
وأخرى مع المحامي و الشرطة بعد الإعلان عن براءته : " كانت صوفيا تحتضر ... حاولت أن تتكلم ، ولكنها لم تستطع التفتت على الصورة وحاولت جرها إليها ولكنها أسقطتها ..." ص : 159 نفسه .
ج: المحكي الإعادي Recit iteratif
وهو ما يحكي ويقص حدثا وقع مرات عديدة فقط مرة واحدة ، والهدف من المحكي الإعادي ، هو القفز الزمني والمرور بسرعة لما هو أهم . و من أمثلته : " أظن أنه لا جدوى من ذكر التفاصيل ، كنت واحد ممن تدخلوا لحل المشكلة وقد انتهى بالتفاهم ". ص 61 . رواية الرهان الأخير .
" حكى لها المحامي قضية عثمان مرتبة ، بحيث بدا جوهر المشكل واضحا من كل جوانبه ." ص: 125 . المصدر أعلاه .
0 تعليقات