الفضاء :

فاطمة الزهراء قريشع يناير 28, 2021 مارس 04, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


-الفضاء : 

- أين يجري الحدث ؟
-وكيف يتم تشخيص الفضاء ؟ 
-ولماذا يتم اختياره على نحو من الأنحاء بالذات ؟

أسئلة ضمن أخرى نصطدم بها ، كلما تعلق الأمر بالحديث عن الحدث ، ومادام أن كل حدث لابد له من وجود مكان يحتضنه . فلا يوجد خطاب روائي ، سواء حكاية كان أم رواية أن أقصوصة ... بمعدل عن تحديد الإطار الزمني للأحداث . فكيف ما كان الحال من حق القارئ أن يعرف أين تجري الأحداث ، و متى !  .

وهذا أمر ضروري ، مادام الفضاء هو الذي يعطي الانطباع بأن النص حقيقي ، من خلال تأكيد أن ما يحكى داخله هو تشخيص محظ . 

كما أن الفضاء يخلق نظام داخل النص ، من خلال نسجه شبكة من العلاقات و الرؤيات  المختلفة ، الا تتجانس مع بعضها لتشييد مواقع الأحداث ، و تحديد مسار الحبكة .

والفضاء الروائي يشمل مجموعة من الأشياء المتباينة ، كونه أكثر من الأمكنة الموصوفة ، بدءا من المساحة الورقية التي تقع تحت سلطة إدراكنا والتي تجسد عالم الرواية ككل.

فالفضاء الروائي كيفما كان ، لن يظل إلا فضاءا وهميا بعيدا عن الواقع ، أي إيحائيا ،مهما حاول الروائي تقريبه من الواقع ، و إضفاء طابع الواقعية عليه . من خلال اختياره أسماء لأماكن موجودة في الواقع .

ويبقى الفضاء ركيزة أساسية حاضر وبقوة في كل عمل روائي ، لدرجة لا يمكننا أن نتخيل أي عمل روائي بدون فضاء ، ومادام حضوره أساسي ولا يستقيم الحكي الا به ، فلا بد للإشارة الفضاء يتخذ مستويين اثنين :

فضاء محدود أومغلق ، وفضاء مفتوح .

لكن يبقى الفضاء المفتوح أكثر انتشارا في أغلب الإبداعات ، حيث نجد عدد كبير من الروائيين يتبنون الفضاء المفتوح في كثير من رواياتهم ، نظرا لكونه يترك للأبطال حرية التنقل ذهابا وإيابا ، بل أكثر من ذلك يوفر لهم إمكانية السفر و الجولان أيضا .

و روايه الرهان الأخير هي الأخرى لم تخرج عن هذا النطاق ، إذ استخدم صحبها " عبد الإله الحمدوشي "، أقضية مفتوحة كثيرة ومتنوعة ، رغم انتمائها لفضاء مشترك واحد يجمعها ، والمتمثل في مدينة الدار البيضاء حيث تدور كل أحداث الرواية .

علما أن هناك مدن أخرى ذكرت مرة واحدة. ، من قبيل : مكناس ، القنيطرة  ، باريس... لكن الفضاء الاساسي الذي احتوى كل الأحداث هو الدار البيضاء  كما سبقت الإشارة .

ومن الفضاءات التي تتوزع بينها الأحداث بشكل كبير . نذكر : الأحياء الراقية ، كحي أنفا ، و المعارف ... مقابل الأحياء الشعبية : درب الفقراء الذي عبارة عن :" زقاق يعج بمئات الأسر المكدسة في بيوت عتيقة رطبة ، تعرض أثاثها يوميا بالأبواب طلبا للشمس .". الرهان الأخير . ص: 39.

 الشوارع :

شارع عبد المومن ، و الذي حسب ما ذكر في الرواية ، شارع من أكبر شوارع الدار البيضاء ، يحتوي على عمارات شاهقة بها مكاتب رجال الأعمال ومقرات البنوك و مقرات التأمين  .

كذلك نجد شارع الزرقطوني ، والشوارع الخلفية لشقة نعيمة التي فر منها عثمان من الشرطة ، شارع إبراهيم الروداني ، الذي يتمتع بالحركة كونه شارع رئيسي ، وشارع محمد الخامس حيث يوجد مكتب المحامي " محمد حلومي .

إلى جانب الأحياء و الشوارع نجد فضاءات أخرى ، مثل مطعم صوفيا المتواجد على شاطئ عين الذياب ، المسجد ، الخلاء ، كشك شرطة الحدود ،قاعة الرياضة ياسمينة ، الكوميسارية ، مركز الأمن ، مخبزة الحي مكتب التبغ ، الطرق الرئيسية ، مرحاض المكتب ، كشك هاتفي ، شاطئ عين الذئاب ، بناية المحكمة ، المركز الثقافي ، فندق الشاطئ الذي يعد من أفخر فنادق عين الذئاب .



شارك المقال لتنفع به غيرك

فاطمة الزهراء قريشع

الكاتب فاطمة الزهراء قريشع

تايمة20 هي مدونة تعرض كل ما يخص العلوم و الاداب و الثقافة ومهارات التواصل وقواعد اللغة مع الشروحات باإضافة إلى الصور والفيديوهات بشكل صادق و دقيق.

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

5614484685789271501
https://www.modawine.com/