التواصل : أهمية التواصل ، مفهوم التواصل لغة واصطلاحا ، الفرق بين التواصل والإخبار ، نظريات التواصل والاتصال .

 التواصل : 

أهمية التواصل ، مفهوم التواصل لغة واصطلاحا ، الفرق بين التواصل والإخبار ، نظريات التواصل والاتصال .

أهمية التواصل :

التواصل ، ظاهرة إنسانية بمعنى  أنه لا يمكن الحديث عن التواصل بمعزل عن الإنسان ، أو خارج نطاق المجتمع فالإنسان يولد داخل المجتمع والحاجة إلى المجتمع تولد فيه ، ذلك ان تواجده داخل المنظومة حتم عليه ، بل أجبره على العيش في إطارها وبداخلها ، وفي إطار مجموعات مع الخضوع إلى نظم ونواميس فرضتها الحاجة الملحة إلى العيش في إمام وسلام .

فاحتكاك الإنسان بغيره - الإنسان - جعله وفرض عليه البحث عن طريق واليات ليتواصل بها ، وعبرها مع هذا الغير وهذا التصرف أو الأسلوب هو ما يميزه عن الحيوان .

كما أن عيشه داخل المجتمع ألزمه تطوير وخلق بل واكتساب الاليات ، فاعتمد بادئ الأمر على التواصل بكل بساطة دون تكليف أو تعقيد عن طريق الاستعانة بمجموعة من الرموز أو الإشارات أو حتى الرسوم .

في البداية كانت أحلام الانسان صغيرة وحاجاته محدودة لا تتعدى حدود وإطار المجموعة التي يعيش ضمنها ، وبتقدم الأزمان وتوالي العصور تطور الانسان وطور معه أساليب واليات للتواصل منحصرة داخل تلك الحدود السابقة .

ولقد لعبت الطباعة والكتابة دورا مهما في هذا التواصل حيث شرعت بتطور هذا الانسان ، وفتحت أمامه الباب على مصراعيه من أجل الاطلاع على الحضارات الاخرى ، ومعرفتها والاستفادة منها وبالتالي التواصل معها وتبادل التجارب والخبرات .

واليوم وأمام هذا الزحف الهائل والتقدم المهول الذي عرفته الانسانية خاصة بعد ظهور المعلوميات والتطور التكنولوجي ، أصبح الإنسان عاجز على مسايرة الركب خاصة إذا ما اكتفى باليات تواصله المعتمدة والتي تآكلت وتبالت ، لقد أصبح لزاما عليه ومفروضا عليه أن يسارع ورغما عنه في تطوير مهاراته واكتساب المعارف ليلحق الركب .

وقد اكتسى التواصل أهمية كبيرة في كل وقت وحين ، لأن الإنسان بطبعه كائن تواصلي ، ووسائل التكنولوجية المتاحة له اليوم لنقل المسموع والمكتوب والصورة جعلت هذا النشاط التواصلي ظاهرة حقيقية من ظواهر الحضارة ، ظاهرة تفرض نفسها على مَلاَحِظِ العالم المعاصر .

غير أن ما يجب الانتباه إليه أن هناك فرق كبير بين التواصل والإخبار  ، رغم مايبدو من تشابه بينهما .وهذا ما سنوضحه في الفقرة الموالية إذ غالبا مايقع الخلط بينهما مما يستدعي التمييز الواضح الدقيق وذلك ما حاول القيام به عدد من المنظرين وممارسي التواصل .

مفهوم التواصل ، والفرق بينه وبين الإخبار :

الفرق بين التواصل والإخبار :

التواصل  لغة : 

تواصل يتواصل فهو موصول ، بمعنى أن هناك طرفين أو أكثر أي أن هناك مرسل ومرسل إليه .

اصطلاحا : 

يعني تبادل الاراء والأفكار والمعارف بين طرفين أو أكثر من أجل اكتساب معرفة ما .

أما الاخبار فهو نقل المعارف المنسقة الخاضعة لنسق ما ، عن طريق البث والتلقي . 

يرى selim و Martinez أن التواصل يقوم على تبادل المعلومات قصد تغيير سلوك الاخر.

أما في رأي Joffer وkowenique، فإن الإخبار يتعلق بالمواقف التي يكون فيها المتلقي مظطلعا بوظيفة فاعلة في حين أن التواصل يعالج العلاقات التفاعلية ( أي يكون فيها المتلقي فاعلا).

وفي تقدير Galamband ، فإن الإخبار يدل على ما به يتحقق العلاقة بين الأشخاص والوقائع .

أما التواصل فيشير إلى إحداث علاقة مابين الاشخاص أنفسهم ، وفي كل الأحوال يمكن أن نقول على سبيل ختام الفرق بين الاخبار والتواصل ، أن الاخبار يتحقق في الاتجاه الواحد الباث إلى المتلقي . 

أما التواصل فإنه ينتهج وجهات متعددة متعاكسة ، بحيث إن كل باث يصير متلقيا مثلما أن كل متلقي يصير باث في المتوالية التواصلية نفسها .

التواصل ونطاقاته :

الناس  كلهم يتواصلون ، وما أكثر الذين يتحدثون عن التواصل ، وما أكثر التواصلات الشفوية أو المكتوبة حول التواصل .

ذلك كله لأن التواصل فعل وموضوع ووسيلة في الآن نفسه ، ثم إن هذا المفهوم يبقى في غالب الأحوال ضبابيا ، ويا للمفارقة! 

إذ يستعمل بمعان جد مختلفة منها :

- النقل العمومي ( وسائل مواصلات )، الرسائل المرصودة للبث والتلقي ، الاتحاد communion ، والاقتسام partage وهما المعنى الأصلي القديم للتواصل في الفرنسية ، وعليه فطرائق استعمال هذا المفهوم متنوعة وكثيرة . 

- يتعلق التواصل بحقول معرفية وعلمية متعددة كما يؤكد ذلك Lucien sfez ويقترن في كل منهما بدلالات خاصة . 

في اللسانيات : التواصل هو قبل كل شيء لغوي .

في البيولوجية : التواصل genetique مادام يقوم على بث وتلقي الطبائع والخصائص .

في الفيزيولوجية العصبية : التواصل حسي بفعل ملايير الارتباطات الخاصة بسيالة العصبية في المخ . 

-في كتاب la nouvelle communication ، يبرز winkin التطور البطيء الذي مر به فعل تواصل commiques في اللغة الفرنسية . فقد ظهر هذا الفعل في القرن الرابع عشر (14) ، وكان يعني وقتئذ : الإسهام في جعل شيء ما مشتركا .

ومع نهاية القرن السادس عشر (16) ، بدأ هذا الفعل يعني أيضا البث والتلقي ، وهو التعريف القريب من المدلول الحالي للكلمة .

ذلك أن التواصل اليوم يدل في الان ذاته على العميلة وعلى الموضوع وعلى الوسيلة مدارِ الاشتراك وسند البث والتلقي .