- الخبر والإنشاء:
يعرف لسان العرب الأسلوب الخبري : خبرت بالأمر أي علمته ، والخبر : ما أتاك من نبإ عمن تستخبر .
أنواع الخبر :
الخبر ثلاثة انواع هو :
خبر ابتدائي.
خبر طلبي .
خبر إنكاري .
أقسام الخبر :
ينقسم الخبر إلى قسمين : مثبت، ومنفي .
أما المثبت فهو قسمان : مثبت مؤكد ، ومثبت غير مؤكد . أما المؤكد فأدواته تدخل على الجملة فتنقل الخبر من مستوى إلى مستوى اخر ، وهي : " إن - أن - كأن "
* (إن ) لها وظيفتان ، نحوية : تنصب الأول ، ويسمى اسمها، و ترفع الخبر ويسمى خبرها .
وبلاغية : تفيد تأكيد مضمون الخبر، أو الجملة مرتين ، و إلقائه في نفس المخاطب إلقاء قويا. كما هو الحال في قوله تعالى :( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ). "التوبة : الاية ، 40".
- "اللام" : لام الابتداء ، تدخل على خبر "إن"، وعلى المضارع الواقع خبر "إن"، وعلى شبه الجملة . وتفيد تأكيد مضمون الحكم ، نحو قوله تعالى :( لأنتم أشد رهبة ) ،" سورة الحشر ، الاية 13."
- " أما": حرف شرط ، تفيد تفصيل الكلام وتوكيده ، وتقوية الحكم فيه، نحو قول القائل: أما زيد فاذهب ".
"قد": من الحروف التي تختص بتوكيد الجملة الفعلية ، لا يليها إلا الفعل المتصرف المثبت . " قد " تفيد التحقيق وهو معنى التوكيد، ووردت "قد " مقترنة ب:
* اللام =" لقد" .
* والواو واللام =" ولقد".
* والفاء = فقد .
* والواو = وقد .
مثال : جاء في قوله تعالى :( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ). سورة المؤمنون ، الاية : 2 .
- السين وسوف : كلاهما لا يدخلان إلا على المضارع المثبت ، ويفيدان التنفيس ، نحو قوله تعالى :( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ) سورة النبأ : الايتين : 4-5 وقوله أيضا : ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ): سورة التكاثر ، الاية: 3-4 .
- القسم : ضرب أي نوع من التأكيد لأن فيه إشعار من جانب المقسم ، بأن ما يقسم عليه هو مؤكد عنده لا شك فيه ، ومن أجل ذلك عده البلاغيين من مؤكدات الخبر .
والقصد بالخبر : هو تحقيق الخبر وتوكيده ، نحو قوله تعالى : ( قالوا تالله لقد آثَرَكَ الله علينا وإن كنا لخاطئين ). سورة يوسف الاية : 91 .
- نونا التوكيد الثقيلة والخفيفة : من أحرف المعاني ، فائدتها تأكيد المعنى وتقويته بأقصر لفظ . والتأكيد بالنون الثقيلة أشد من التأكيد بالنون الخفيفة.
فالنون الأولى " الثقيلة ": بمنزلة ذكر الفعل ثلاث مرات ، والخفيفة بمنزلة ذكر الفعل مرتين . نحو قوله تعالى :( ليسجننَّ وليكونا من الصاغرين ): سورة يوسف الاية : 32.
- الحروف الزائدة وهي : إن ، أن ، لا ، حروف الجر ( من -الباء)، نحو قوله تعالى :(وإن نظنك لمن الكاذبين ): سورة الشعراء الاية : 186
الخبر المنفي :
النفي : أسلوب خبري تحدده مناسبات القول ، وهو أسلوب نقض وإنكار يستخدم لدفع ما يتردد في ذهن المخاطب . وأدواته :
* النفي ب ( ما ) : نحو قوله تعالى في سورة يوسف الاية :17( وما أنت بمؤمن لنا وإن كنا صادقين ).
* النفي ب ( لا): نحو قوله تعالى :" ولكن أكثر الناس لا يعلمون "، سورة يوسف ، الاية 21.
* النفي ب ( لم ) : نحو قوله تعالى : " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين )، سورة يوسف الاية : 32.وقوله أيضا ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ).
*النفي ب ( لن ): نحو قوله تعالى : ( قَالَ لن نرسله معكم حتى توتون موثقا من الله ) ؛ سورة يوسف ، الاية : 66.
أما ( إن ) ، و ( لما )، فليستا بأصليين.
2: الأسلوب الإنشائي :
تعريف الأسلوب الإنشائي :
الإنشاء لغة : الإيجاد ، واصطلاحا : كلام لا يحتمل صدقا ولا كذبا لذاته ، وذلك لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به وجود خارجي يطابقه أو لا يطابقه .
كما ينقسم الإنشاء إلى قسمين طلبي وغير طلبي :
أساليب الإنشاء الطلبي :
1: الأمر
الأمر نوعان : حقيقي و مجازي .
أمر حقيقي : وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام ، ويطلب غير الحاصل وقت الطلب .
أمر مجازي : وهو الذي يعبر عن الحاصل قبل الطلب ، ويمكن ملاحظته انطلاقا من السياق ، و هو يقصد إلى الدعاء ، والالتماس ، والتمني ، و التهديد ، والتعجيز … وبها تتضح دلالة الأمر .
2: النهي :
النهي نوعان : حقيقي ، و مجازي .
أما النهي الحقيقي : فهو طلب ترك الفعل استعلاء والتزاما ، وله صيغة واحدة هي المضارع المسبوق ب ( لا)، الناهية الجازمة .
النهي المجازي : وله مقاصد عديدة تفهم من السياق ، تفيد الدعاء ، والالتماس ، والتهديد والتمني ، وغيرها .
3: الاستفهام :
الاستفهام نوعان : حقيقي و مجازي .
- الاستفهام الحقيقي : هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل ، وهو الاستخبار الذي قالوا عنه إنه طلب ما ليس عندك أي طلب الفهم .
- الاستفهام المجازي : لا يطلب العلم بالشيء ، إنما يخرج الاستفهام فيه إلى معان عديدة غير طلب العلم كالتعجب وغيره.
أدوات الاستفهام هي :
الهمزة ، هل ، ما ، من ، متى ، أيان ، كيف ، أين ، أنى ، كم ، أي .
وتنقسم أدوات الاستفهام بحسب التصور والتصديق ، إلى ثلاثة أقسام هي :
- ما يطلب به التصديق فقط ، وهو : هل .
- ما يطلب به التصور تارة ، والتصديق تارة أخرى ، وهو : الهمزة .
- ما يطلب به التصور فقط ، وهو : بقية ألفاظ الاستفهام .
وتجدر الإشارة إلى أن أدوات الاستفهام قد تخرج عن معناها الأصلي إلى معان أخرى تدل عليها القرائن .
والدلالات البلاغية لهذه المادة قد تفيد :
1 عدم توقع الجواب .
2 دفع المتلقي إلى التفكير والاعتراف .
3: التعبير عن المشاعر .
4: التقرير .
وبخروج الاستفهام إلى المعنى المجازي الذي يدل على الإنكار ، أو الاستنباط ، أو التعجب ، أو النفي ، أو التقرير … ينقل المتلقي إلى صور جمالية مجازية تكشف عن الوجه الخفي للصورة .
4 : التمني :
لغة : السؤال . وبالضبط هو " سؤال الرب في الحوائج " . وهو سؤال ودعاء عند ابن القيم .
أدوات التمني :
إن الأداة الموضوعة للتمني والمتفق عليها من قبل النحاة والبلاغيون ، والتي تعد أصلية هي " ليت "، إلا أنه قد يُتمنى بأدوات أخرى ، مثل : " لو " ، "هل"، "لعل"، مجازا .
ويكمن الغرض البلاغي من التمني ، إبراز المتمنى المستحيل ، وإظهاره في صورة الممكن القريبِ الحصول لكمال العناية به والشوق إليه .
5: النداء :
النداء ، هو طلب الإقبال بحرف نائب مناب معناه ،" أدعو" ، ليصغي المدعو إلى أمر ذي بال .
وللنداء حروف تعرف بحروف النداء ، وهي : يا ، آ، آي ، أيا ، هيا ، وا لنداء البعيد .
ومن الأغراض التي يخرج إليها النداء نجد : التحقير ، التفجع والتحسر ، والتعبير عن شدة الأسى ….
3: التقديم والتأخير :
التقديم والتأخير ، ظاهرة اهتم بها علماء اللغة ، والنحو ، والبلاغة لاتصالها بأوضاع التراكيب والاحتمالات التعبيرية المتعددة التي يخضع لها نظام الجملة . فانصب اهتمامهم بقضية الرتبة ، وميزوا فيها بين نوعين : الرتبة المحفوظة وغير المحفوظة .
الدلالات البلاغية لأسلوب التقديم والتأخير :
لا يقدم المؤخر إلا لكونه هو الأهم ، وموضع عناية الناس وانشغالهم . وهو ما أطلق عليه البلاغيون " أغراض التقديم "، وهو نوعان : أغراض عامة ، وأغراض خاصة .
أما منهج البلاغيين فيعتمد على العناصر التالية :
حقيقة التقديم ، أغراض التقديم ، أقسام التقديم و موضوعاته .
أما أغراض التقديم فتتمثل في أغراض عامة ، وأغراض خاصة . وأما أقسامه فتتمثل في تقديم على نية التأخير ، وتقديم لا على نية التأخير .
أغراض تقديم الخبر :
يقدم المسند على المسند إليه عند البلاغيين لأغراض منها :
- تخصيص المسند بالمسند إليه .
- التنبيه على أن المسند هو من أول الأمر خبر لا نعث .
- التشويق للمتأخر .
- في تقديم المسند إفادة للمساءة .
- في تقديم المسند إفادة قصر المسند إليه على المسند .
- التعجب ، التعظيم ، الترحم .
أغراض تقديم المفعول به :
- الإشارة إلى أن المتأخر وهو الفعل مختص بما تقدم عليه .
- الاهتمام بالمقدم .
- تعجيل التبرك بالمتقدم .
- رعاية الفاصلة .
أسلوب الحذف :
الحذف لغة : الإسقاط والقطع .
واصطلاحا :
إسقاط جزء من الكلام أو كله .
وعند أهل العروض يطلق على إسقاط السبب الخفيف في اخر الجزء . والأنسب باصطلاح الصرفيين أن الحذف هو إسقاط حرف أو أكثر ، أو حركة من كلمة .
دواعي اللجوء إلى الحذف في العربية :
* أن الحذف يشمل نقطة أساسية لقاعدة الإيجاز عند الإنسان العربي ، تأكيدًا لما أقر به ابن جني حين قال :" العرب إلى الإيجاز أميل وعن الإكثار أبعد".
* أن اللغة العربية لديهم كانت نابعة من الفطرة .
* طلب الخفة.
* معرفة السامع بمعنى الكلام .
* تفادي التكرار .
وظيفة الدليل :
وظيفة دليل الحذف :
وظيفة الدليل ، العمل على كشف الغموض أو تفادي الركاكة بنفي التكرار ، علما أن الأسلوب الجيد يقول على الوضوح وحسن الدلالة ، والخذف إذا لم يكن فيه ما يدل على المحذوف جاو على اللفظ والمعنى .
و هذا الدليل يكون إما مقالي أو مقامي.
أما دليل الحذف المقالي :
0 تعليقات