الفصل الأول من ظاهرة الشعر الحديث : التطور التدريجي في الشعر الحديث

فاطمة الزهراء قريشع يناير 17, 2024 مارس 04, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: من أهم رواد التيار الايحيائي ، نذكر : محمود سامي البارودي الذي توسل بالبيان الشعري القديم وعاش على أنقاضه ، مما جعل هذه الحركة الشعرية ، حركة تقليدية
-A A +A


الفصل الأول من ظاهرة الشعر الحديث : التطور التدريجي في الشعر الحديث 

طاهرة الشعر الحديث


القسم الأول : نحو مضمون ذاتي :

يقوم التيار الإيحيائي على تقليد القدامى والسير على خطاهم ، وذلك عن طريق العودة إلى الماضي الشعري الزاهر ، وتقليده شكلا ومضمونا من أجل الخروج من الازمة الشعرية التي عاشها شعراء عصر النهضة .

من أهم رواد التيار الايحيائي ، نذكر : محمود سامي البارودي الذي توسل بالبيان الشعري القديم وعاش على أنقاضه ، مما جعل هذه الحركة الشعرية ، حركة تقليدية محافظة ، بسبب تبنيها لطرق التعبير عند الشعراء القدامى ، لتصبح فيما بعد العودة إلى التراث الشعري القديم أهم مرتكز يقوم عليه التيار الإيحيائي . الشيء الذي أدى حسب الكاتب " أحمد المعداوي المجاطي "، إلى انعدام الحرية الابداعية ، وانعدام التأثر الحقيقي بالثقافة الاجنبية ، ذلك أن هذا التقليد الأعمى للقدامى لم يفتح المجال أمام الشعراء للتعبير عن الذات ، ورصد الواقع  ، وإنما هذا التقليد كان من أجل الحفاظ على القصيدة كما هي، والذي  كان  بمثابة قيد أمام تطور الشعر العربي فبقي حبيس الماضي التليد .

التيار الذاتي : الحركة التجديدية الأولى:

ظهر التيار الوجداني مع جماعة الديوان ، وجماعة أبولو ، والرابطة القلمية . وقد كانت الانطلاقة الأولى للتيار الذاتي مع مدرسة الديوان على يد عبد الرحمان شكري ، وعبد القادر المازني ، وعباس محمود العقاد . ويتميز أصحاب هذه الجماعة بكونهم يربطون الشعر بالذات مع اختلافات بسيطة في التعبير فيما بينهم. مما اعطى تمايز  في مضامين شعرهم .

فالشعر عند العقاد هو مزج بين الشعور والفكر الذهني ، مع طغيان ماهو فكري وعقلي على ماهو وجداني شعوري . مثال ذلك القصيدة الشعرية " الحبيب "التي غلب فيها المنطق العقلي على ماهو وجداني ، الشيء الذي دفع "صلاح عبد الصبور " يعتبر العقاد مفكرا قبل أن يكون شاعرا. مؤلف ظاهرة الشعر الحديث . ص: 13 .

أما عبد الرحمان شكري : فقد جعل الانطلاق من النفس والتأمل في الذات أكبر من الاستجابة لمتطلبات الواقع مستبعدا ماهو عقلي .

بينما الشعر عند المازني هو كل ماتفيض به النفس من إحساس وعواطف ، وخاصة الإحساس بالألم ،  فالمعاني عند المازني جزء من النفس تدرك بالقلب وليس بالعقل . 

تيار الرابطة القلمية :

لقد نشأ تيار الرابطة القلمية على يد جبران خليل جبران ، وميخائيل نعيمة ، وإيليا أبو ماضي . هذا التيار الذي وسع مفهوم الوجدان ليشمل الحياة والكون في إطار وحدة الوجود الصوفية . فاختلط الوجدان بالذات والهجرة والغربة والوحدة . وإن كان جبران قد فضل حياة الفطرة على حياة الحضارة . وهذا ما يظهر من خلال قوله : 

ليس في الغابات حزن    لا ولا فيها الهموم . ( ص :20 ظاهرة الشعر الحديث).

بينما لجأ ميخائيل نعيمة إلى الغاب هربا بأحلامه ، وفضل حياة الغاب  على تعقد الحضارة .

أما أبو ماضي : فقد سار على غرار جبران ونعيمة حيث لجأ إلى الفرار من الحضارة المعقدة الى القفر والغاب . مستعصما بالقناعة والرضا.

فرغم معاصرة الرابطة القلمية للمد القومي العربي إلا أنها ظلت حبيسة الذات والمضامين السلبية ومتقوقعة حول اليأس والخنوع و الاستسلام .

جماعة أبولو :

تأسست جماعة أبولو سنة 1932 في مصر ، وقد استلهمت الاسم من أبولو " إله الفنون والعلوم في الأساطير اليونانية " ، وكانت لها مجلة بنفس الاسم " أبولو". 

وبالرغم من أن هذه الجماعة لم تعمر طويلا ، إلا أنها تركت أثرا واضحا في العالم العربي .

 تأسست هذه الجماعة على يد " أحمد شوقي"، ومطران خليل مطران"، ثم "أحمد زكي "، و" أبو شادي". وقد اهتم شعراء هذه الجماعة بألم الذات .

فالحياة عندهم تتراوح بين السعاد المطلقة ، أو الشقاء المطلق . كما أن شعر هذه الجماعة يتغنى بالدفاع عن كرامة الأدباء ، وتعميق الاتجاه الوجداني والانفتاح على الغرب . أما طرق استكشاف الذات عند هذه الجماعة فهي مختلقة : فنجد أن أكثر شعر أبو  ابراهيم ناجي حول المرأة ، بينما هام أبو القاسم الشابي بالجمال ، فيما شعر علي محمود طه يتميز بالبهجة والمسرة .

القسم الثاني : نحو شكلٍ جديد.

اذا كانت القصيدة الايحائية تعتمد على تقليد الماضي والسير على نهج القدامى ، فإن التيار الوجداني قد تمرد على النظام القديم ، ومن أهم التغييرات التي طالت القصيدة الإيحيائية نجد :

اللغة : حيث اعتمد شعراء هذا التيار لغة بسيطة ، وسهلة أقرب ما يكون إلى اللغة اليومية ، وذلك لرغبتهم في تحرير الشاعر من قيود اللغة المعقدة والمكلفة التي تبناها التيار الإيحيائي هذا من جهة ومن جهة أخرى رغبة منهم في التأثير في أكبر عدد من المتلقين .

أما على مستوى الصور الشعرية : فقد وظف رواد هذا التيار الوجداني ، صور شعرية تعبر عن الإحساس وتقوم على الخيال ، و تبرر هروب الشاعر إلى الطبيعة كما تعكس نظرته إلى الوجود والكون . 

لكن رغم هذا التوظيف عند الرومانسيين إلا أن المجاطي أخذ على الرومانسيين أن الصور المعتمدة لديهم ليست صورا إبداعية ، وتعبيرا فعليا عن إحساسهم بقدر ماهي تقليد لبعض شعراء العرب القدامى .

أما الإيقاع: فقد حاول الرومانسيون تغيير العديد من إيقاع القصيدة ، كالتحرر من وحدة الروي ، والقافية ، والمزج بين البحور بدل اعتماد البحر الواحد ، والقافية الموحدة ، والروي الموحد . فحسب المجاطي  هذا التغيير لم يكن جوهريا ، بل أكثر من ذلك  كان فاشلا شكلا ومضمونا . إذ لم تحقق أي تجديد مهم إن على مستوى الشكل  ، أو على مستوى المضمون الذي كان سلبيا ، حسب المجاطي . حيث لم يظهر التجديد بالتشكل بطريقة فعلية إلا مع نكبة فلسطين ، ونهاية الحرب العالمية الثانية ، حيث انهار  النموذج التقليديبشكل فعلي  وظهر الشعر الحديث . 




شارك المقال لتنفع به غيرك

فاطمة الزهراء قريشع

الكاتب فاطمة الزهراء قريشع

تايمة20 هي مدونة تعرض كل ما يخص العلوم و الاداب و الثقافة ومهارات التواصل وقواعد اللغة مع الشروحات باإضافة إلى الصور والفيديوهات بشكل صادق و دقيق.

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

5614484685789271501
https://www.modawine.com/