لقاء يوسف بإخوته ، رجوع الاخوة الى ابيهم لقاء يعقوب

فاطمة الزهراء قريشع فبراير 23, 2022 مارس 04, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 لقاء يوسف عليه السلام بإخوته :



بعدما تحدثنا عن حلم الملك وتأويله وبراءة يوسف في المقال السابق .

ننتقل  مباشرة إلى حدث يوسف عزيز مصر مع الإخوة ، و بكل ماتعنيه هذه الأخوة من ظلم و حقد و كراهية …الخ  في الماضي ، والتي هي الان علاقة مفتوحة على كل الاحاسيس .

جاء إخوة يوسف عليه السلام من كنعان إلى مصر طلبا في الحصول على القمح بعدما أصابتهم المجاعة في بلادهم ، فشاء الله أن يلتقوا بأخيهم يوسف عليه السلام ، فيعرفهم وهم لا يعرفونه وذلك لتغير ملامحه ، وقد جاء في قول ابن عباس : " كان بين إلقائه في الحب وبين دخولهم عليه اثنتان وعشرون سنة فلذا أنكروه ، وكان سبب مجيئهم أنهم أصابتهم مجاعة في بلادهم بسبب القحط الذي عَنْ البلاد ، فخرجوا إلى مصر ليشتروا من الطعام الذي ادخره يوسف ، فلما دخلوا على يوسف قال كالمنكر عليهم : ما أقدمكم بلادي ؟ قالوا : جئنا للميرة ، قال : لعلكم عيون " جواسيس " علينا؟ قالوا : معاذ الله ، قال : فمن أين أنتم ؟ قالوا من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبيُّ الله ، قال : وله أولاد غيركم ؟ قالوا : قالو كنا اثني عشر فذهب أصغرنا وهلك في البرية - وكان أحبنا إليه - وبقي شقيقه فحبسه ليتسلى به عنه وجئنا نحن العشرة ، فأمر بإنزالهم وإكرامهم " وَلمَّا جَهَّزَهُم بِجِهَازِهِمْ " أي هيأ لهم الطعام والميرة وأعطاهم ما يحتاجون إليه في سفرهم " قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُم " ، أي ائتوني بأخيكم بنيامين لأصدقكم " أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الكَيْلَ " ، أي ألا ترون أني أتم الكيل من غير بخس " وأَنا خَيْرُ المُنْزِلِينَ" ، أي خير من يكرم الضيفان وخير المضيفين لهم ، وكان قد أحسن إنزالهم وضيافتهم " فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلاَ تَقْرَبُونِ "، أي إن لم تاتوني باخيكم فليس لكم عندي بعد اليوم ميرة ، ولا تقربوا بلادي مرة ثانية ، رغبهم ثم توعدهم ، قال أبو حيان : والظاهر أن كل ما فعله يوسف عليه السلام كان بوحي من الله ، وإلا فمقتضى البر أن يبادر إلى أبيه ويستدعيه لكن الله أراد تكميل أجر يعقوب ومحنته ، ولتتفسر الرؤيا الأولى " قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَ إِنَّا لَفَاعِلُونَ "، أي سنخادعه ونحتال في انتزاعه من يده ، ونجتهد في طلبه منه ، وإنا لفاعلون ذلك ،" وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ"، أي قال يوسف لغلمانه الكيالين اجعلوا المال الذي اشتروا به الطعام في أوعيتهم " لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ "، أي لكي يعرفوها إذا رجعوا إلى أهلهم وفتحوا أوعيتهم " لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "، أي لعلهم يرجعون إلينا إذا رأوها ، فإنه علم أنَّ دينهم يحملهم على رد الثمن لأنهم مطهرون عن أكل الحرام فيكون ذلك أدعى لهم إلى العود إليه .

وقد وظف الاخوة "إنَّ"، و "اللام"، ( إنا له لحافظون )، (إنا إذًا لخاسرون )، ( وإنا لفاعلون )، بشكل حقيقي ، رغم أنه ليس بالامر السهل عليهم إقناع سيدنا يعقوب بإرسال " بنيامين "، معهم ، فهل سيقنعون أباهم يعقوب عليه السلام بإرسال أخوهم بنيامين كما فعلوا من قبل مع يوسف أن لا ؟ 

وهذا ما سنعلمه في المشهد الموالي ، و هو :

رجوع الإخوة إلى أبيهم :

بعدما عاد الابناء إلى سيدنا يعقوب ، أخبروه أنه منع منهم الكيل ، ولن يستطيعوا الا اذا أتوا بأخيهم بنيامين معهم ، فطلبوا منه ان يرسله معهم وسوف يحمونه ويحفظونه ، لكن سيدنا يعقوب عليه السلام ، ذكرهم بما فعلوه مع يوسف عليه السلام ، وقال كما جاء في كتابه العزيز :" هَلْ آمَنُكُم عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرُ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "،سورة يوسف ، الاية : 64.

وحينما فتحوا متاعهم وجدوا أن بضاعتهم التي ذهبوا لاستبدالها ، قد ردت إليهم ، وأخذوا يحاولون إقناعه بأنّ في إرساله لأخيهم 

شارك المقال لتنفع به غيرك

فاطمة الزهراء قريشع

الكاتب فاطمة الزهراء قريشع

تايمة20 هي مدونة تعرض كل ما يخص العلوم و الاداب و الثقافة ومهارات التواصل وقواعد اللغة مع الشروحات باإضافة إلى الصور والفيديوهات بشكل صادق و دقيق.

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

5614484685789271501
https://www.modawine.com/